مباني دور عبادة

للتوضيح اخترت المباني الآتيه لإعتبارات معمارية وجمالية فقط فهي لاتعكس تفضيلات ومفاضلات ولاترتيب ولا تعكس الأكثر أهمية أو الأكثر قدسية … فقط ولإعتبارات وتفضيلات شخصيه بالجمال المعماري ليس الا.

– آيا صوفيا – اسطنبول

بناه الامبراطور جوستنيان في القرن السادس الميلادي وسماه بمبنى الحكمة الإلهية بقي المبنى ككنيسة لسنوات إلى أن جاء الفتح الإسلامي في القرن الخامس عشر ميلادي على يد الخليفة محمد الفاتح اللي بشر به النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم ” لتفتحن القسطنطينيه فلنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش جيشها” وحين وافق صلاة الجمعة فلم يجد الأمير مكان مناسب يجمع به المصلين افضل من الكنيسة فامرهم ان يجتمعوا ويقيموا الصلاة في الكنيسة ومن ثم قام بشرائها واضيفت اليها المنارات على فترات متفاوته في ظل عدد من الخلفاء واللي في الواقع عزز من جماليات المبنى ولم تؤثر في التصميم المعماري البيزنطي ومن الداخل لم تطمس الرسومات المسيحيه وإنما تم تغطيتها حتى لاتتعارض وتشتت انتباه المصلين … هل احاول التبرير ؟ اعتقد ان الروايات المذكورة تم سردها في عدد كبير من المراجع التاريخية وتوضح درجة الوعي الحضاري والتسامح وتقبل الآخر واحترام الموروثات الانسانيه في ذلك الوقت حين كان العالم لايعرف سوى ثقافة الكراهية والتخندق تحت مظلة العنصرية بشتى اشكالها القومية والدينية كان المسلمين تقدميين وعلمانيين بشكل واضح واللي مكنهم من استيعاب الكل وقيادة دفة العالم. وفي السنوات الأخيرة تم تحويل المبنى إلى متحف ، المبنى يحمل قبة كبيرة تستند على اقواس مدعمه بقوائم اسمنتيه وقبب جانبيه لتوزيع ضغط الوزن على كافه المبنى ولتوفير مساحات مفتوحه لمرتادي المبنى من غير اعمده. المبنى يعكس تعايش ديانتين يمثل معتنقيها اغلبيه سكان العالم.

– سارجادا فاميليا – برشلونة

القصة الكاملة للديانه في مبنى .. قراءة الانجيل معمارياً … هذا مااراد المعماري العظيم انتوني جاودي عمله ، جمع المعماري بين التصميم القوطي الكنائسي السائد gothic مع ارت نوفو. بدأ الشروع بالبناء في بداية القرن التاسع عشر وبسبب احداث الحرب الاهلية الاسبانية عام ١٩٣٦ تم تدمير المجسمات وحرق محتويات الكنيسة بما فيها المخططات وبكدا توقف البناء لسنوات وتم تجميع البيانات لمدة ١٦ سنه ومن ثم كملوا مابدأه جاودي على نفس رؤيته ومخططاته ومن المتوقع انتهاء المشروع في سنه ٢٠٢٦م ، الواجهات تم بناء جزء منها في حياة المعماري واراد جاودي كما ذكرت سابقا ان يلخص تعاليم الديانه في المبنى فتجد احداث السيد المسيح من ولادته الى صلبه مجسده في المنحوتات في واجهه المبنى اللي تعكس الحركه الفنيه الحديثه انذاك ارت نوفاو واضحه المعالم في التماثيل بالوجوه التعبيريه وبالخطوط اللي تاخذ الشكل الهندسي المتوافق مع التصميم المعماري وكذلك سترى جزء من التعاليم نحتها عدد من عظماء النحت ومنهم احد النحاتين اليابانيين حيث يقيم في برشلونه ويساهم بدوره في رسم الصورة الكليه لهذه التحفه المعماريه واما من الداخل فاراد جاودي ان يحول الكنيسه الى غابه من الاشجار لتتشابك وتصنع اشكالا هندسيه متجانسه لتشكل سقف المبنى. النكته اللي حابب انهي فيها المقال لما سألوا جاودي متى حتخلص المشروع قالهم الزبون مش مستعجل ( الزبون هو الرب) ههههههه.

الصور لكنيسه سارجادا فاميليا من موقع unsplash

– مسجد الشيخ زايد – أبوظبي

تصميم المسجد مستوحى من تاج محل المعمار الاسلامي المغولي ، المسجد بقببه ال ٨٢ واعمدته التي تزيد عن الف عمود ، المسجد بكامله مكسو بالرخام الابيض الناصع الذي تم جلبه من مقالع الرخام الايطاليه من نفس مقلع الرخام اللي مد مايكل انجلو بالمواد الخام ليصنع تحفه الفنيه ، وتزين اعمدته وجدرانه وارضياته حديقه من الورود التي رسمت بالاحجار الكريمه يستمر هذا النسق في الثريات والسجاد ونقوش النوافذ الزجاجيه وابواب المسجد ، النقوش تم توزيعها بشكل هادىء مثل زخات المطر .. الهدوء والسلام والجمال هي رسالة المسجد لزواره.

تم الحديث عن المسجد بإسهاب في مقال سابق.

– معبد الزمرد – بانكوك

يضم القصر الملكي وهو عبارة عن مجمع ضخم مجموعه من المباني احدهم معبد الزمرد اللي يقتبس اسمه من تمثال بودا المصنوع من قطعه واحده من حجر الزمرد ولايسمح لأحد بلمسه سوى الملك حيث يقوم بتنظيفه ثلاث مرات في السنه في احتفال عظيم ، استقر تمثال بودا في تايلاند في القرن ١٨ إبان حكم مملكه شاكري ويبلغ طول التمثال ٦٦ سم ويعتقد التايلانديين ان رخاء واستقرار البلد مرتبط بوجود التمثال عندهم ، وبالإضافه إلى القصر والمعبد هنالك تمثال نسخه طبق الأصل لأحد اكثر المعابد البوذيه قدسيه وهو Angkor Wat مطلي بالذهب ومزين بالأحجار الكريمه كما يوجد ٨ من الابراج تمثل العناصر الثمانيه في الديانه البوديه وهي ( صحه التصور view، والنيه intention، والكلام speech، والفعل conduct، والحياة livelihood، والمجهود effort، والتفكير mindfulness، والتأمل concentration ).

– كنيسة نوتردام – باريس

اكتب هذ المقال بعد احتراق الكنيسه وقد مثل لي هذا الحدث صدمه وفاجعه ان تشهد كنيسه ومعلم وموروث انساني بهذه الرمزيه والعظمه يحترق … بدأ بناء الكنيسه في القرن الثانى عشر واستمرت اعمال البناء والتشييد ١٠٠ سنه وتم تصميم الكنيسه على الطراز القوطي Gothic ، توالت الاحداث وتعرضت الكنيسه للتخريب وتم اهمالها ونسيانها في القرن ١٩ حتى ساهم الكاتب العظيم فيكتور هوجو عن طريق روايته الرائعه أحدب نوتردام في تسليط الاضواء على اهميه ومكانه الكنيسه إلى أن امر الملك لويس فيليب بترميمها وصيانتها، من ضمن الشخصيات اللي ذكرها الكاتب في الروايه هي الوحوش اللي بجسد الأسد ووجه الخرفان ، تخرج من المبنى من كل صوب طائره مثل خفافيش الظلام فعلا هذه التماثيل شدتني اكثر من غيرها وانا اتأمل الجمال المعماري للكاتدرائيه او الكنيسه، اضف اليها الآله الموسيقيه التي تعزف الالحان الدينيه والصلوات، والنوافذ الزجاجيه باللون الوردي. يوجد في الكنيسه العديد من الكنوز منها التاج او الطوق الذي وضع على رأس سيدنا المسيح يوم صلب وهو عباره عن غصن من الاشواك سخريه به تاج الملك الذي يقاد إلى حتفه في قصه الخلاص والتضحيه البشريه الرائعه، كما يوجد جزء من الصليب والمسامير يقال ان التاج تم جلبه إلى فرنسا في زمن الملك لويس واشتراه بدخل الدوله لمدة سنه ويقال انه خرج حافيا لإستقبال التاج وحفظة في كنيسة النوتردام.

%d مدونون معجبون بهذه: